أما آن الأوان إلى رفع الظلم و القهر و إطلاق سراحي
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه
و بعد:
أنا الموقع أسفله سعيد الملولي من مواليد 1981 بالبيضاء الحامل لبطاقة التعريف تحت رقم 884351
المتزوج أب لطفلة، الموجود حاليا بالسجن المركزي بالقنيطرة حاملا على كاهلي حكما ظالما قاسيا خياليا أصدرته ضدي استئنافية البيضاء وهو المؤبد وقضية ما اصطلح بملف السلفية الجهادية لا لذنب اقترفته ولا لجريمة ارتكبتها ضد وطني وأبناء شعبي بل لأني أصلي وأرتدي الزى العربي.
وأما ما يخص ظروف اختطافي فكالتالي: بعد الأحداث المأساوية المؤلمة في الدار البيضاء يوم السادس عشر مايو 2003 وبالضبط يوم 25 مايو 2003 و بينما أجلس مع أسرتي إذ بمجموعة من الأشخاص متنكرين اقتحموا البيت صفدوا يدي و عصبوا عيني بعد أن أشبعوني ركلا و شتما و صفعا أمام أعين أسرتي، قلبوا البيت رأسا على عقب بحثا عن لا شيء. أخذوا كمحجوزات بعض الكتب و الأشرطة المباحة و التي تباع في كل مكان.
و بعد ذلك مباشرة قادوني لمكان مجهول علمت مؤخرا أنه المعتقل السري اتمارة وهنا بدأت المحنة، الاستقبال بالركل و الضرب، الحرمان من النوم، الخنق بالجفاف، التعليق كالشاة، الطيارة الإجبار على شرب سائل يفقد الوعي. الإجبار على الجلوس على قنينة بعد التجريد التام من الثياب. ضعوني في صهريج من ماء نتن صعق بالكهرباء، الفريش. حلقوا رأسي و جعلوه مطفأة للسجائر. بالإضافة فقد تعرضت لضربة أدت إلى كسر فكي الأسفل مما أدى إلى عاهة مستديمة. هذا كله بحجة الديمقراطية الغابوية، لقد أصبحت كالمجنون من شدة التعذيب أتكلم بكلام متراجل لا وزن ولا فهم له.
بعد 15 يوم من التعذيب النفسي و البدني ليل نهار أحضر لي أحد الحجاج ملفا مليء بالأوراق وأمرني بالتوقيع عليها. طلبت منه إزالة الباندة لقراءة ما سأوقع عليه، فأمر مجموعة من الزبانية والجلادين بتعذيبي مرة أخرى. أرغمت على الإمضاء وأنا معصب العينين وبعد انتهائي سمعت الحكم من أفواههم قبل النطق به أمام المحكمة. ومن تمارة مباشرة تم نقلي رفقة بعض الإخوة إلى استئنافية البيضاء وبالضبط إلى قاضي التحقيق أو بالأحرى قاضي التلفيق. سألني عن نسبي فأجبته ثم عن المكان الذي أنوي الانفجار فيه فأجبته لا علاقة لي بذلك فقال بالحرف، ديرلمو مراكش، بعد أن عذبت في تمارة على صويرة فقلت للقاضي الذي يدعي الإسلام و العدل، افعل ما شئت فحسبي الله و نعم الوكيل، هناك طاش غضبه و أجابني إن نزل ربك عذبته معك و أذقته ما ذقته أنت من العذاب. فقلت في نفسي هل أنا في المغرب أم في إسرائيل. إذا قال قاضي يدعي العدل مثل هذا فماذا يقول الجلادون والزبانية الذين لا يتكلمون إلا بسب المقدسات من رب و دين و رسول الله صلى الله عليه و سلم الخ. هذا هو مذهب الإمام مالك الذي ندعي الانتماء إليه.
أرجعت إلى سيارة الشرطة التي كانت تقل 19 من الإخوة قضينا فيها ثماني ساعات على الأقل دون أكل ولا شرب ولا مرحاض، معصبي الأعين مصفدي الأيدي. و بعد الثانية بعد منتصف الليل نقلنا إلى السجن المدني بسلا بصراحة لا أحب أن أسميه بسجن الزاكي لأن المعروف عن الزاكي حب أبناء وطنه وعدم ظلمهم ولا أعلم عنه إلا الخير والإحسان فالأولى أن يسمى سجن و سيكون اسم على مسمى. استقبلنا الزبانية و الجلادين بالضرب و الركل و التجريد التام من الثياب. و بعد وضعي في زنزانة انفرادية و منعت من الصلاة و القرآن بالجهر ثم جاء أحد الموظفين بأوامر و هي: أولا عندما تريد أن تدخل المرحاض لا تدخل دون إذن الشرطي المتلبس في زى سجان ثانيا لا تغطي رأسك مع أم المصباح مشتغل ليل نهار. ثالثا لا تتكلم مع أي أحد يقابلك في الزنزانة. ولقد كنا ممنوعون من المصحف بحجة أنه يدعي إلى التطرف كذلك المنع من الفسحة، التطبيب، الحمام.
و قد طلبت من أحد الموظفين رأيت الطبيب لأنني كنت أشعر بالألم الحاد على مستوى الفك فكان الجواب اجلس و لا تعد إلى هذا ثانية و إلا فالكاشوا مصيرك. جلست مكاني و فجأة أحضر لي أنبوب لمص الطعام لأنني لم أكن أستطيع المضغ، بقيت أتناول الطعام على هذا الحال حتى جبر فكي معوجا إلى الآن، آه آه آه من معانات تجعلني أتساءل أهذه هي دولة الحق و القانون، أهذه هي الديمقراطية. أقمت في غوانطاسلا مدة ثلاثة أشهر ثم نقلت إلى سجن عين البرجة، استقبلنا بنفس الاستقبال السلوي، ضرب تجريد من الثياب ثم وضعنا في أقبية نتنة أو بالأحرى مراحيض. بدأت المحاكمة الظالمة الخارقة لأبسط حقوق الإنسان لا محام و لا قاضي يستمع لك إلا لما يريد و لا حتى المحامي الذي عين لك ما سألك و ما زارك داخل السجن. فكيف يدافع عني دون الاستماع لي، هذا برهان مادي ملموس على أن هيئة الدفاع مجرد هيئة صورية لإتمام المسرحية، و هذا كله يعني أن الحكم جاهز مطبوخ بأمر من المخابرات و في يوم / /2003 على الساعة الثانية بعد منتصف الليل أدخلنا المحكمة و سمعت الحكم النهائي و هو المؤبد. وكلت أمري إلى الله لعل الله يحدث بعد هذا شيء إن شاء الله تعالى، هذا مما لا شك فيه، صراحة إنني فقدت الثقة في كل المؤولين داخل البلد بعد ما شردت و شردت عائلتي، إثر ذلك تأثرت أمي كثيرا مما عرضها إلى عدة تقلبات عصبية نقلت على إثرها إلى المستشفى و كذلك زوجتي و إخواني الذين لم يعهدوا عني إلا حب الخير للمجتمع.
أفهدا جزاء المصلي المحافظ على الزى العربي؟ بعد أيام نقلت من جديد من سجن عين البرجة إلى غوانتاسلا حيث بدأت المعانات من جديد دون مراعاة نفسيتنا بعد الحكم و كان ذلك تحت إشراف مدير السجن المدعو عبد العاطي و لا عطاء، استفزازات في الزيارة، إرعاب للعائلات و الأولاد الصغار. قضينا فيها شهرين ثم تم نقلنا إلى السجن المركزي بالقنيطرة أبو غريب المغرب. استقبلنا كالعادة، منعنا من المصحف و من القرآن بالجهر و عند الخروج إلى الزيارة و لا زيارة، الباندة و المينوط لمدة لا تتجاوز خمسة دقائق مما أثر سلبا على الحال النفسية للعائلة ناهيك عن الأطفال، لقد وصل السيل الزبى حاولت الانتحار أكثر من مرة لولا تدخل بعض الإخوة، على إثرها ثم حقني من طرف السجن بحقنة خبيثة أدت بي إلى فقدان الشعور و الإدمان على النوم ليل نهار. أما ما يخص الطعام كين غير كوروعطي لعور، و للإشارة فإنني أعاني من عدة أمراض نفسية و بدنية مثل الربو الهستيريا و قد أمر الطبيب العام للسجن و طبيب الأسنان بإخراجي قصد عرضي على اختصاصي في الرأس و لكن دون جدوى الإدارة ترفض دائما.
و هذا قليل من فيض كثير فقد كتبت هذه السطور و الحزن و الألم يملأن قلبي فهل من آذان صاغية وقلوب رحيمة تتفهم وضعي و تنصفني حتى أستعيد حريتي من جديد كإنسان بشري، هذه صرختي لكل العقول الحية التي تغار على الوطن و أبنائه من سياسيين و حقوقيين و مجتمع مدني. أفهل ما نعيشه حق وقانون ودمقراطية وحقوق الإنسان؟!
هذا بيان للناس و هدى و رحمة ليهلك من هلك عن بينة و يحي من حي عن بينة.
سعيد الملولي
بطاقة التعريف رقم 884351
سجن القنيطرة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذه الصفحة الأولى من الرسالة الأصلية بخط يد سعيد الملولي
المصدر: موقع حقائق مغربية
و المزيد من قصص المعاناة في السجون المغربية
التي يشيب لها الولدان وتـدمي القلب قبل العيون
فحسبنا الله ونعم الوكيل
حقائق مغربية