الغفله ركن من اركان الكفر.....
الغفلة وما ادراك مالغفلة
هي الداء المنتشر بين شباب المسلمين في هذا الوقت
وهي شبيهةً بالران الذي يجتاح القلوب
وهو من اهم اسباب بعد العبد عن ربه عز وجل
وقيل ان العبد لا يصاب بشي أعظم من الغفلة .
والغفلة ركن من أركان الكفر , كما قال أهل العلم .
قال تعالى ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ
بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ))
يا أخوان أن هذا الداء من اخطر الأمراض فتجد المرء ينتبه لكل شي إلا الدين
وتجد أحدهم يعتني بكل شي : بسيارته , وبمطعمه , وبملبسة
وبمشربه , بكل شأن من شؤون الحياة , ولكنه لا يعرف الدين .
عرف الإنسان جهاز الحاسب وما عرف كيف يحاسب نفسه
عرف الجوالات والاتصالات وما عرف كيف يتصل بالله
عرف قيادة السيارة وما عرف كيف يقود نفسه إلى الله
عرف التعامل مع الأجهزة وما عرف كيف يتعامل مع لله
فهو مستعد أن يضحي بكل وقت إلا بالاستقامة
مستعد ان يتكلم عشرات الساعات لكن بغير ذكر الله
وأن يقرأ من المجلات والصحف ما شاء الله لكن غير مبالي بالقران وبكتب العلم .
ولذلك تجد بعض الناس في غفلة عجيبة , لا يريد من يفقهه , ولا من يفهمه في الدين
ولا من يذكره بالدين
يعيش في غفلة , وفي سبات عميق لا يعلمه إلا الله عز وجل
فتجد أهل البوادي في غفلة كبيره عن العلم والتعلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان وفي سنده نظر , أورده البخاري في كتاب ( الأدب المفرد )
(( يا ثوبان : لاتسكن الكفور , فساكن الكفور كساكن القبور )) يعني لا تسكن القرى .
ولذلك بعض القرى يمر عليها السنة تلو السنة لا تسمع فيها درساً واحداً , ولا محاضرة
واعظه , فتكون من اسباب الغفلة الكبيره .
تجربتي الخاصة
فهذا ما كنت عليه قبل أعوام عده في محافظة من محافظات الشمال لقد كنت
في غفلة كبيرة عن الذكر وعن العلم والحمد لله ما أن خرجت من تلك المحافظة
وسكنت في تبوك الخير
حتى أحسست بالحياة طعم وحلاوة في كثرة الدروس وطلب العلم ما من مسجد
أو مركز إلا تجد محاضرات ودروس
وانضممت إلى أهل العلم بالدعوة إلى الله عز وجل .
حتى في شوارعها تجد التسجيلات الإسلامية التي تتيح لك الأشرطة
المفيدة والدروس الوعظية
فأ قول الحمد لله رب العالمين الذي أخرجنا من ظلمات الغفلة
إلى نور الهدايةوقد تذكرت قول الله عز وجل (( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا
عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ))
ماذا لو مت على الغفلة أين مصيري حينها .
أسال الله إلا نكون من الغافلين ولا نكون في غفلةً
قال ابن تيمية :
هؤلاء يفهمون مجمل الدين , ولا يفهمون تفصيل الدين , لأن الدين يحتاج منك
كل يوم أن تفهم معلومة , وأن تفهم آية , وان تفهم حديثاً .
قال رجل لأبى هريرة :
أريد أن أطلب العلم لكن أخاف أن أنساه .
((أتعلم ماذا قال أبي هريرة للرجل قال درس من الدروس لمن كان له قلب ))
قال أبو هريرة : كفى بتركك طلب العلم إضاعة .
يقول الآن ضيعت العلم , مادمت تخاف أن تنساه .
فواجب المسلم أن يصرف عن نفسه الغفلة بالذكر والعمل
(( آلم نسمع بخبر أم صالح
تلك المراه التي حفظت القران الكريم بالثمانين من عمرها
اعرف شخصاً قريب مني كبير بالسن ولقد سمعت هذا الكلام من فاه
قال لقد بداءت بحفظ القران بالاربعينات من عمري وكنت وقتها احفظ جزء واحد
وحينما ذهبت إلى مدرس الحلقة اكتشفت أن الجزء الذي احفظه كان فيه أخطاء كثيرة
ولم اكتفي بذلك يقول ختمت القران بعشرة سنوات أو اقل بقليل تقريباً
وذلك لظروف الأجازات والمناسبات ولو إنني استمريت لحفظته بثلاث سنوات
لا مستحيل مع الإصرار
قال تعالى ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ))
وقال تعالى ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ))
وقال تعالى ((وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ))
وكان وهب بن منبه يسير في ليلة مطره فألجأه المطر إلى قوم جالسين .
فقال : الحمد لله , لقد وفقني الله بأخيار ما بعدهم أخيار , وقد رأيت لحاهم وعمائمهم .
فإذا أحدهم يقول للآخر : متى أتى أبنك ؟ وهل أتى بمال ؟
ويقول الآخر : هل بعت سلعتك ؟
قال وهب بن منبه : لقد ساء ظني بكم .
قالوا : لماذا ؟
قال مثلي كمثل رجل أتى عليه مطر , وليل , فرأى باباً مفتوحاً , فظن أن وراء الباب بيتاً
فدخل هارباً من المطر , ثم دخل الباب فوجده مكشوفاً من السماء , فلا بيت وراءه .
ومر الحسن البصري رحمه الله بفتيان يضحكون يوم العيد
فقال : يا فتيان أجُزْتم الصراط حتى تضحكون .
قالوا : لا ما جُزنا .
ويقول ابن القيم رحمه الله : عجباً لك , موسى عليه السلام رافق الخضر
فخالفه موسى ثلاث مرات , فقال له الخضر ((هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ))
أفا تأمن أيها العبد , وانت تخالف الله كل يوم مرات كثيرة أن يقول الله لك
((هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ))
وقالوا لعيسى بن مريم عليه السلام وهو طفل , وقد مر بقوم يلعبون
وقالوا له : ألا تلعب معنا
قال : ماخلقني الله للعب ((وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ))
وقال تعالى ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ))
كان بعض السلف اذا واجه بعض الناس , قال : كم تحفظ من القران , وفي كم حفظته
وكم قراءت اليوم , وكم ركعة قمت الليل بها .
هذا كله ليس من باب الرياء , ولكن تشجيع بعضهم البعض
وكما هو الحال اليوم في مجالس الصالحين لقد رأيت وسمعت الأعاجيب
إنها حقيقة لا خيال
اخبرنا احد المشايخ أن شاب تائب سائله أيجوز أن احمل المصحف أثناء القيام في الليل
أجابه الشيخ وسأله كم تقرأ كل ليله
قال : والله أني اختم يومياً خمسة أجزاء قيام ليل
انظر رعاك الله كم يختم في قيام الليل
وقد ورد أن عثمان بن عفان ختم القران في ركعةً واحده
البعض يستغرب ذلك
لا غرابة فيه إن القران سهل لمن سهله الله له (( وصعب لمن صعبه الله عليه ))
قال لي احد الأقارب كنت اسمع هذه القصص فظننت أن فيها مبالغة في روايتها
ولكن مع التجربة اليومية رأيت الصواب فقد كنت آري أن سورة (( البقرة )) طويلة
ولكن مع المداومة عليها كل ليله رأيت أنها قصيرة ويسهل ختمها بسهولة .
وكثير من القصص التي وردت تدل على محبة الله لهم
كان الإمام الشافعي رحمه الله يختم القران كل ليله
وفي رمضان ختم القران 60 مره ختمة في الصباح وختمه في الليل في كل يوم
هذا هو حالهم وأين نحن منهم
قيل أن الإمام أحمد رحمه الله كان يقوم الليل 300 ركعه ولما سجن
يقوم 150 ركعه للضيق الوقت من كثرة التعذيب